تساقط الدُّررّ .. بأن اللّمسة من علاج أهل الأثر

لازال الاشكالات تنهال علينا والانتفادات تتوافد على كل ضامر ومن كل فجٍّ عميق .. حول علم اللمسة الشفائية وعلم العلاج بالطاقة إذا استيقظ من سبات دام سنين ليرَ النور وينتفع به كل من قال لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله ..

ردودنا ليس تحدياً ولااثبات قوة طرف على حساب طرف ضعيف .. بل نرد على مااستشكل من الخصوم سائلين الله أن يشرح صدورنا لما ظهر من الحق بإذنه وأن يجمعنا يوماً على موائد العلم النافع والعلم الصالح .

آخر ماوصلنا من انتقاد حول اللمسة الشفائية هو أن أصلها فى اضطراب وأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عندنا قال لعثمان ابن أبى العاص ” ضع يدك على موضع الألم ” يقصد يد المصاب .. فمن أين جئت بيدك أيها الراقى المبتدع فى الطب والتجارب !!

الجواب :

1 ) الأصل فى الطب أنه من باب الأشياء .. والأشياء أصلها الحلّ مالم يأتِ نص يحيلها من الحلّ إلى الحرمة .. ولاتنتطح عنزان فى أن الطب يبنى على التجربة والنفع .. وأن ماجرب ونفع أخذنا به مالك يخالف نصاً من كتاب أو سنة أو اجماع .. دون النظر لمسألة اصوله من أين ؟ من حضارات المسلمين أم من حضارات أهل الكفر والضلال .. ؟

فلم ينظر المسلمون إلى اعتماد أطباء الإسلام على الطب اليوناني في أول عهدهم على أنه مخالف للدين، بل على العكس من ذلك رأوا أنه من الطبيعي أن يأخذ اللاحق عن السابق حتى لو كان السابق مخالفاً لملة الإسلام .. ولتبسيط الفهم نضرب مثالاً :
فى الذبيحة لاننظر إلى السكين الذى سيذكيها أهو من صنع كافر أمن مسلم ؟ بل ننظر فى الذبيحة أذكر اسم الله عليها أم لا ؟!!

2 ) مماتقدم من تأصيل ـ ينتعش به العليل ـ يتبين أن ” لابأس بالرقى مالم تكن شركاً ” أصل أصيل وقاعدة عامة يقوم عليها كل عمل علاجى … فلست مطالب أن أعطيك دليلاً على أصل اللمسة الشفائية واكتفى أن أثبت أنها ليست محرمة وليس فيها شرك وأنها جربت فنفعت .. وهذه الأصول الثلاثة تغنينى عن الدخول فى جدال غير مبنى على أسس علمية صحيحة .

3 ) وبما أننا لانطيق زعل الخصوم منا الذى هم إخوتنا وأبناء جلدتنا نقول :

* روى البخاري عن عائشة بينت سعد بن أبي وقاص، أن أباها قال :

( تشكّيت بمكة شكوا شديداً فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال : اللهم اشف سعداً وأتمم له هجرته، فمازلت أجد برده على كبدي فيما يخال إلىّ حتى الساعة )
الشاهد : مسح رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيده على جسد غيره ولم يأمره بالمسح بيده على نفسه .. ولماذا مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على جبهته الشريفة ثم مسح بها سعداً فهذا فيه تفصيل له علاقة بعلم الطاقة لو تكلمنا به لكفرتمونا .. فالسكوت أسلم حتى يحكم الله بيننا والأحكم أن نخاطب الناس على قدر عقولهم !!
قد يقول قائل : هذا رسول الله وله ماليس له من البركة والخير فى لمسته واين أنت منه ؟!!!

أجبنا :

رورى البخاري، عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان يقول للمريض : ( بسم الله ، تربة أرضنا . بريقة بعضنا ، يشفي سقيمنا، بإذن ربنا )

الشاهد : بريقة بعضنا .. أى أن فينا من الطاقة العلاجية ماقد ينتفع به غيرى من المسلمين ومن استطاع أن ينفع أخاه فليفعل .
والأدلة كثيرة من أراد الاستزادة زدناه وسنتقِ الله فيكم حتى وإن لم تتقوا الله فينا فالأمر دين .
أرجو أن أكون قد وفقت للبيان والشرح والتدليل ولله الأمر من قبل ومن بعد ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم .

أبو همام الراقى