سؤال عن القرين وجوابه

أسئلة وردتنا من الأخت منى العبيدى حول #القرين !

 

السؤال الأول :

هل القرين غيب لايمكننا الخوض فى أمره إلا بنص ؟

الجواب :

ليس غيباً مطلقاً .. فهو من الجن وهو مكلف كغيره من الجن .. ودليله في أنه يجري من ابن آدم مجري الدم يستدل به الكل في امكانية دخول الجن إلى الجسد فمن أين جاء التفريق والتوقف إلاتقليداً بعضهم لبعض بلابصيرة ؟!! .. وقد ثبت عند الرقاة أموراً مع الجن لم تثبت بدليل كنطق الجن وعدد الجن فى الجسد على قول من قال بهذا وخروج الجن من مكان ما من الجسد .. ومادام أسند إليه بعض الأمراض فإننا نبحث فيه ونتعرف على آليته .. كذلك الساحر يستعين به فى قضاء بعض حوائجه وجمع استدلالات عن الناس وهذا معروف مشهور فكيف يكون غيباً مطلقا ؟ .. فمن فرّق بين القرين والجن بإطلاق فهو المطالب بالدليل .

 

 

السؤال الثانى :

يقولون أن القرين للوسوسة فقط والإغواء وأنه لادليل على كونه يحدث أمراً عضوياً . فما صحة هذا ؟

الجواب :

قبل الإجابة لابد من بيان مسألة قد تضعف الخلاف القائم بين البحّاث المعتبرين .. أقول البحّاث وليس كل من هب ودب .. من هو القرين ؟ إبليس ؟

الأصل أن إبليس قرين آدم وحواء قال تعالى فى سورة الأعراف (( فوَسْوَس لهُمَا الشّيطانُ ليُبدىَ لهُما ماوُرى عنهُما مِنْ سوْءاتهِمَا وقال .. )) فلا يمنع أن قرناء بنى آدم فرع عن الأصل .. قال تعالى فى سورة الأعراف (( يابنى آدَمَ لايَفْتننّكم الشّيطانُ كَمَا أخْرجَ أبَويكُم من الجنّة .. )) .. و قال تعالى فى سورة سبأ (( وَقدْ صدّقَ عَليهِم إبليسُ ظنّه فاتبعوهُ إلا فَريقاً مِن المُؤمنين .. ))

بعد أن عرفنا من القرين نقول :

* قال تعالى فى سورة ص (( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ )) فهذا سماه رب العزة مساً على أحد الأقوال بأن مس الشيطان لأيوب عليه السلام كان بالوسوسة والقول الآخر وهو مشهور بتسليط الشيطان بالأمراض عليه وهذا لاينافى عصمتهم قطعاً .

* أخرج البخارى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مولود يولد ، إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه ، إلا مريم وابنها ) ثم يقول أبو هريرة : واقرؤوا إن شئتم (( وإنّي أعيذُهَا بك وذرِيتُها منَ الشيطانِ الرّجيم )) وهذا سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مساً يصرخ منه أحدنا وهو بداية التسليط .. لم ينجُ منه حتى الأنبياء مع سلامتهم من تأثيره .. الشيطان يجعل ابن آدم يصرخ !

* ماأخرجه البخارى عَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَأْمُرُنِي فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصِّيَامَ وَالصَّلاةَ قَال:َ أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ : فَتَلَجَّمِي قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَال: فَاتَّخِذِي ثَوْبًا قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا صَنَعْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ اللَّهِ ثُمَّ اغْتَسِلِي فَإِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ وَاسْتَنْقَأْتِ فَصَلِّي أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا وَصُومِي وَصَلِّي فَإِنَّ ذَلِكِ يُجْزِئُكِ وَكَذَلِكِ فَافْعَلِي كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ وَكَمَا يَطْهُرْنَ لِمِيقَاتِ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ حِينَ تَطْهُرِينَ وَتُصَلِّينَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ تُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فَافْعَلِي وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الصُّبْحِ وَتُصَلِّينَ وَكَذَلِكِ فَافْعَلِي وَصُومِي إِنْ قَوِيتِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَهُوَ أَعْجَبُ الامْرَيْنِ إِلَيَّ .

كيف فهم العلماء الركضة التى هى من القرين ؟

قال ابن قتيبة – رحمه الله – في تأويل مختلف الحديث ص328 ( قوله للمستحاضة إنها ركضة الشيطان ، والركضة الدفعة إنَّه لا يخلو من أحد معنيين إمَّا أن يكون الشيطان يدفع ذلك العرق فيسيل منه دم الاستحاضة ليفسد على المرأة صلاتها بنقض طهورها ، وليس بعجيب أن يقدر على إخراج ذلك الدم بدفعته من يجري من بن آدم مجرى الدم … ) اهــ .

وقال ابن الأمير الصنعاني في سبل السلام (1/102) ( معناه أن الشيطان قد وجد سبيلاً إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها ،حتى أنساها عادتها وصارت في التقدير كأنها ركضه منه ، ولا ينافي ما تقدم من أنه عرق يقال له العاذل لأنه يحمل على أن الشيطان ركضه حتى انفجر والأظهر أنها ركضة منه حقيقة إذ لا مانع من حملها عليه ) اهـــ .

لو قرأ #طفلاً ماتقدم من نصوص وشرح العلماء لها لتيقن أن أذاه يتعدى الوسوسة . ناهيك أن يقرأ هذا من يدعون أنهم مع الدليل والأصول وهم مسلخون منها .

 

 

السؤال الثالث :

هل القرين يُسحر ؟ ولو كانت الإجابة بنعم أليس فى تحكم الساحر به هتكاً لطبيعته مع البشر بالوسوسة ؟

الجواب : القرين يَسحر لابن آدم وفى حديث العقد على القافية دليل على هذا .. و لاأوافق من قال القرين يُسحر .. ولكن يُسلّط بأن يجعل له الساحر أرضاً خصبة لمزيد وسوسة وتأثير قد يصل إلى تأثيرات عضوية .. وحتى إن سُحر فسحره تسليطه بالوسوسة .. يعني في الحالتين خدمة لمهمته الأصلية التى لامحيد عنها والله أعلم .

السؤال الرابع :

ذكرتم أن للساحر قدرة على تحجيم القرين في حالة وجود خادم سحر داخل الجسد .. هل تقصدون تحجيم عمله بالوسوسة كما أنكر عليكم البعض ؟

الجواب :

أحياناً البعض يُنكر لأنه لم يحط علماً بهذه الأمور لضعف فى البحث والدراسة والاستقراء وقد قيل “العلم نقطة كثّرها الجهّال” .. أنا أتكلم عن محبيّ الفتن والشغيب .. أما أصحاب التأصيل والدليل والفهم فهؤلاء ضالتنا سواء اختلفنا معهم أم توافقنا ! .

المقصود تحجيم أذاه للعارض عندما يريد تخريب خططه وفضح أمره .. والأمر الذى يدلل على #غباء المنكر أن للعارض أيضاً وسوسة تفوق وسوسة القرين قوة وهو أكثر من القرين تحكماً بسبب السحر أو العين .. ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) .. قال الحسن : هما شيطانان ، أما شيطان الجن فيوسوس في صدور الناس ، وأما شيطان الإنس فيأتي علانية .

يتضح أن الجن توسوس أيضاً وليس هذا للقرين فقط مع اختلاف طريقة الوسوسة والقدرة والصبر والمداومة عليها .. فليس من كان مجبول عليها كغيره .. فتأمّل !

وهذا هو التحجيم المقصود .. !

 

 

السؤال الأخير :

هل لنا أن نتكلم عن القرين ؟

الجواب :

هل من دليل يمنع ؟ .. لايوجد .. بشرط نقدم ماجاء في الكتاب والسنة فهما المصدران الصحيحان .. ثم يأتي دور الإخبار وهو أن نخبر عنه بماتواتر عنه أو مااستقر عليه استقراء البحاث من أمره أو ماتواتر عن السحرة والجن وهذا لانجزم به فمن شاء أخذ ومن شاء ترك .. ولو كان الكلام عنه حراماً وبيان أمره إثماً لما أقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ربطه فى المسجد ليلعب به الصبيان ويراه الناس .. بالعكس ملاحقته وتصغيره وتحقيره وسدّ ممافذه عنا أمر واجب .. وسأسرد لكِ بعض النقولات من أقوال السلف حول القرين بمالم يثبت لافى كتاب ولاسنة مع التحفظ على صحتها ..

ذكر الإمام القرطبى فى ( أحكام القرآن ) فى تفسير سورة الناس مانصه :

[ قال مقاتل ‏:‏ إن الشيطان في صورة خنزير، يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق ، سلطه الله على ذلك؛ فذلك قوله تعالى ‏{ ‏الذي يوسوس في صدور الناس ‏}‏‏‏ وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏( ‏إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم‏ )‏‏‏ وهذا يصحح ما قاله مقاتل ‏.‏

وروى شهر بن حوشب عن أبي ثعلبة الخشني قال ‏:‏ سألت الله أن يريني الشيطان ومكانه من ابن آدم فرأيته، يداه في يديه ، ورجلاه في رجليه ، ومشاعبه في جسده ؛ غير أن له خطماً كخطم الكلب ، فإذا ذكر الله خنس ونكس ، وإذا سكت عن ذكر الله أخذ بقلبه‏ ، ‏ فعلى ما وصف أبو ثعلبة أنه متشعب في الجسد أي في كل عضو منه شعبة ‏.‏

وروي عن عبدالرحمن بن الأسود أو غيره من التابعين أنه قال – وقد كبر سنه – ‏:‏ ما أمنت الزنى ، وما يؤمنني أن يدخل الشيطان ذكره فيوتده ‏!‏ فهذا القول ينبئك أنه متشعب في الجسد ، وهذا معنى قول مقاتل ‏] اهــ .

حدثنا اسحاق بن إبراهيم حدثنا داود حدثنا فرج عن عروة ابن رويم أن عيسى ابن مريم دعا ربه أن يريه موضع الشيطان من ابن آدم قال فخلاله فإذا برأسه مثل الحية واضع رأسه على ثمرة القلب فإذا ذكر العبد الله خنس برأسه وإذا ترك الذكر مناه وحدثه قال الله تعالى (( من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس )) ..

راجع أكام المرجان للشبلى .

وحكى أبو القاسم السهيلي عن ميمون بن مهران عن عمر بن عبد العزيز أن رجلاً سأل ربه أن يريه موضع الشيطان منه فأرى جسداً ممهى يرى داخله من خارجه والشيطان في صورة ضفدع عند نغض كتفه حذاء قلبه له خرطوم كخرطوم البعوضة وقد أدخله إلى قلبه يوسوس فإذا ذكر الله العبد خنس ..

راجع آكام المرجان للشبلى .

فلايغركِ من أنكر ومن أزبد وأرعد أو من قلّد غيره .. فتاريخ الرقاة الغث منهم والسمين مبنىٌ على تقليدبعضهم البعض إلا من رحم الله .. والقرين فى رغد من العيش بسبب هؤلاء .. والله أعلم .

 

انتهت الأسئلة .

 

أبو همام الراقى

شاهد أيضاً

دورات الرقية

شيخنا : رأيكم في الدورات المدفوعة أو التى بمقابل فى الرقية .. ؟!   الجواب …

تكرار الكوابيس

تكرار الكوابيس يجعلنا نضعها فى خانة السبب الروحانى .. بخلاف الكابوس العارض الذى يأتى أحياناً …

رسائل من الجن

شيخنا : يقولون ليس هناك نوع منامى اسمه “رسائل من الجن” كما تقولون .. وأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.