الحمد لله
ذكر الجاحظ في كتاب الحيوان :
” علماء الفرس والهند وأطباء اليونان ودهاة العرب وأهل التجربة من نازلة الأمصار وحذاق المتكلمين، يكرهون الأكل بين يدي السباع يخافون نفوسها وأعينها الذي فيه الشره والحرص والطلب والكلب، ولما يتحلل عند ذلك من أجوافها من البخار الرديء وينفصل من عيونها من الأمور المفسدة التي إذا خالطت طباع الإنسان نقضته،وقد روي مثل ذلك عن النوري عن سماك بن حرب عن ابن عباس أنه قال على منبر البصرة : [إن الكلاب من الحن (هكذا بكسر الحاء)، وإن الحن من ضعفة الجن، فإذا غشيكم منها شيء، فألقوا إليه شيئا واطردوها فإن لها أنفس سوء ] .. ولذلك كانوا يكرهون قيام الخدم بالمذاب والأشربة على رؤوسهم وهم يأكلون مخافة النفس والعين، وكانوا يأمرون بإشباعهم قبل أن يأكلوا ، وكانوا يقولون في السنور والكلب: إما أن تطرده قبل أن تأكل وإما أن تشغله بشيء يأكله ولو بعظم”
أبو همام الراقى