أسطورة الجن الطيار

هذا الصنف من الجن الذى هو الريح يطير بجانبه اقترنت به أسطورة عصرية من قبل الناس على أصنافهم مهتمين ومرضى ومعالجين .

وتعانوا جميعاً على إخراج هذا الصنف فى صورة الصنف الخبيث الردىء الذى يحسن الفرّ والكرّ والمد والجزر ، يحاور ويناور ،
* يختفى ويظهر ، لايسحنه التعامل معه إلا من شاء الله من عباده وهؤلاء الذين شاء الله هم صنف من المعالجين ابتكروا له المكائد والمصائد وخدعونا فقالوا لنا :
لاسبيل ولاحيلة على القضاء عليه إلا أن لانخبر المريض بموعد الجلسة وقال آخرون لاسبيل إليه إلا أن نسجنه فى الجسد بتلاوة كذا وكذا أو التعزيم بكذا وكذا فستنفذ نيتنا منا إليه رغم بعد المسافة لكى تكبله وقال آخرون نستدعيه بما سبق حتى إذا عاد للجسد أخرجناه أو قتلناه وهكذا …
وتتعدد الآراء وتتضارب وندخل فى جدال وسجال مع الاتفاق على أنه جنى متعب مريب عجيب ..

من ناحية علمية وبحثية وتحقيقية ماتقدم من تضخيم للموضوع وماابتكر من علاجات ماهى إلا سخافات وتفاهات اشبه بلعب الصبيان فى الطين .

فالواجب على من اصطدم بشىء فى علاجه أن يحقق فيه ويدقق ويدرس ويجمع استدلالاته عن هذه الظاهرة ثم ينشىء تنظيراً يتبعه تطبيق ينصهر فى واقع التجربة ..

هذا هو المنهج الحق والواجب اتباعه مع كل ظاهرة متعبة من سحر أو مس أو عين !!

الناس على اختلاف ثقافاتهم وإصاباتهم يحتاجون لتفسيرات ولابد أن تكون هذه التفسيرات مقنعة .. هم محتاجون لمعرفة كيف ؟ وأين ؟ ولم ؟ إلى بقية علامات الاستفهام وهذا هو عمل المحقّق والمدقّق العالم بهذه الشؤون وقليل ماهم !!

هذه النتاجات التى نراها تنسكب على صفحات المنتديات من اجتهادات وابتكارات فى السحر والعين والمس ليست بالصعبة فقد يحسنها أى شخص ..

كل ماهنالك أن تفكر فى وصفة وتجمع هذه معتلك فتخرج بموضوع تجده بعد ساعات مثبت والثناء هناك بلا مقابل ..

إذا الأمر ليس معضلة لغياب الرقابة على التجربة مع جهالة الشخص الحالية والعينية .. فجل المنتديات والشبكات يركزون على أن لاتحدث صفقات فى الخفاء وأن لايتم استنزاف الزبائن ،

إذ يرون أن هذه الصفقات ـ بشكل غير مباشر ـ هى من حق إدارة والمشرفين الذين يسهرون الليالى يحرسون العقيدة ويدافعون على جناب التوحيد ..

فأقل مايمكن تقديمه لهذا المشرف أن يخلو بمريض أو مريضة فى غرفة مظلمة يسمونها عيادة ” الشيخ فلان ” ويغلق بابه عليه ويمارس عليه مواهبه الاستنزافية أو النفسية أو الشهوانية دون أن يعلم أحد من الناس ماالذى يفعلونه ولاالذى يقدمونه فالقسم خاص بالمريض والمعالج …

ومن المعالج ؟ قد يكون رضيع فى هذا العلم لم يأتِ فطامه بعد أو قد يكون يحبو أو يسير ويقع لتسلمه إدارة الموقع مصيرإنسان يفعل به ماشاء والباقعة التى ليس لها راقعة أن هذا الشيخ قد مصاب أوأحد أفراد عائلته !!

صراحة هذه مسخرة وسخافة وقلة ورع أن يحدث مثل هذا فى مواقع تنتسب إلى قافلة أهل السنة والجماعة .

مسألة الجنى الطيّار هى واقع مشاهد من ناحية آلية عمله فى الجسد أو ديناميكية تعامله مع الرقية .. فله القدرة

على الخروج والدخول وفق طقوس معينة ودراسات معينة وحسابات الخطأ فيها يكلفه الكثير ..

هناك أحمق يظن أن إخفاء أمر قدوم الراقى فى مصلحة العمل وأن الجنى قد خُدع .. هذا أحمق أصلى فساده أكثر من إصلاحه واستغلال الصيف فى بلاده لبيع البطيخ والتجارة فيه أنسب له من أن يتكلم بهذا الكلام الذى يضحك علينا الشياطين لاسيما أنه ينتسب إلى قافلة الرقاة .. ويبدو أن عمل القرين قد تعطّل عند هؤلاء بسبب الغلو فى إنكار أمره !

وهناك أخرق يستدعى الجنى بآية أو سورة ويعيده للجسد ثم يخرجه مرة أخرى ـ إن استطاع طبعاً ـ وهذا شراكته للأول فى تجارة البطيخ خير له من أن يتصدر لعلاج مصائر الناس ويحكم فيها ..
طيب .. ماالعمل ؟
العمل أن تعلم أن شفاء العىّ السؤال … حتى لايُقال فيك ” قاتلك الله ” !
وأن التقليد منه ماهو مذموم ومنه ماهو محمود !!!

وأن يأتى مُسترزق ويخبرك بأعراض الجنى الطيّار أنك ستحب الأماكن المرتفعة وتنظر للطيور وأن تحلم بالطيران هذا أمر روائى إنشائى أكثر من أن يكون أمر علمى عملى .. لأن يمكن أن يخرج عليك متعاطى هروين ويخبرك أن الحلم بالنباح دليل إصابة من جنى صنف الكلاب ولن تسطيع منعه من الاجتهاد ويُفتح الباب ويدخل الذباب !!

وحتى لو كانت هذه الأعراض صحيحة ماالحل ؟
لو سألنى سائل هذا السؤال فسأجيب :
عليك بدراسة ” علم الاختراق ” فهو علم قائم بذاته وستجد فيه أن الاختراق للجسد على نوعين :
الأول : اختراق من الخارج إلى الداخل .
الثانى : الاختراق من الداخل إلى الخارج .
فالأول اختراق هالة وإحداث ثغر يناسب المقام والطبيعة الجنية للمخترق فعجيب بعد قرون لم نجد من فرّق بين اختراف أفعى من الجن وبين اختراق طائر من الجن أو اختراق ذئب أو كلب عجيب !!

 

والاختراق من الخارج قد يحدث بضعف الهالة أو انكماشها فى لحظة معينة بسبب زيادة انفعال سلبى أو إيجابى أو إضعافها بوسيلة تدخل جملة المعاصى والمنكرات فيها وقد تضعف بسحر يحيط بهالة السخص !!!

إما الاختراق الثانى فهو هتك فى جدار الهالة بسبب وجود شىء يغذى هذا الهتك من الداخل فالعاقل لايعامل الدخول والخروج للجنى معاملة دخولك لغرفتك وخروجك منها .. فأنت فى هذا عملك ميسر سهل فهو نفس الباب ونفس الطريقة فى الفتح والإغلاق أما دخول وخروج من وإلى الجسد فهذا يختلف ! ، ألم ترّ أن الجنى يدخل ولايحتاجك ولو أراد الخروج إحتاج المساعدة ؟!!
ومن الانحطاط العلمى أن يظن أحد ما أن خطورة الجنى الطائر فى سرعته لهذا يدخل ويخرج كما شاء .. بل خطورته فى شفافيته كصنف والتى تمكنه من الدخول والانسلاخ بسهولة كحال الشياطين التى تدخل وتخرج بسبب طبيعتها !

الشاهد أن هذا الهتك هو أحد الاسلحة التى يستخدمها الجنى بصفة عامة وأن الاختلااق يتم بعمل ثغرة أو اثنين أو أكثر بحسب الحاجة والقدرة وهذا السلاح لو أنعم الله على أحد عباده استفاد منه فى القضاء على هذا الجنى المرعب المخيف .. كيف ؟!!

هذا يحتاج لتطبيق عملى أكثر مما يحتاج إلى شرح نظرى فهذه ملكة يؤتيها الله عز وجل لمن شاء من عباده منها ماهو مكتسب بالتطبيق العملى ومنها ماهو فضل من الله وحسنى زيادة .

قد نسترسل فى هذا الأمر ونكمل إن شاء الله تعالى .. وأرجو أن لاأتهم كالعادة بالعلو والفوقية والترفع عن الرقاة وخشونة اللفظ وغلظة الأسلوب ولكن هى حرقة وحسرة على هذا العلم الطيب النافع الماتع عندما يُقاد من قبل من لاخلاق له فيه ولابه ولامعه إنما هى المحاباة والوساطة والمحسوبية والتعصب المذموم النتن للأقوال وللرجال والغل والحقد والحسد الذى أعمى كثيراً من القلوب فأصبح الرقاة كإبل مائة لاتكاد تجد فيهم راحلة !!
ولله نشكوا عجرنا وبجرنا !!!

 

والله الموفق لما فيه خير العباد !!

 

أبوهمام الراقي

شاهد أيضاً

سؤال : سمعنا من أحد الثقات ممن يقرءون بالرقى الشرعية أنه أثناء قراءته على مريض …

أخذ العهد على الجنى

العهد سنة من سنن تعامل الجن مع بعضهم وشىء يحترمه بعضهم كما يتعاهد الإنسى مع …

اعتداء رجال الجن على نساء الإنس

قصة صحيحة يرويها أنس ! روى ابن أبي الدنيا بسنده عن أنس بن مالك قال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.