الكلام عن الجن

اسكت وتوقّف .. ستحدث فتنة .. أنت تستعين !
هذه أوامر وتهم جاهزة فى مطبخ قليلىّ العلم والحيلة .. يُرمى بها كل من حاول دراسة ظاهرة من ظواهر الجن لاسيما فيما يتعلق بحياتهم أو اتصالهم بالإنس .
عرفتُ الشرَّ لاللشرِّ لكن لتوقيه .. فمن لايعرف الخيرَ من الشرِّ يقع فيه !
طيب .. تعالوا نتّهم ابن تيمية بهذه التهم ..
قال ابن تيمية :
( كما جرى مثل هذا لي عندما كنت في مصر في قلعتها ، وجرى مثل هذا إلى كثير من التتار من ناحية المشرق حيث قال ذلك الشخص : أنا ابن تيمية ، فلم يشك ذلك الأمير أنه أنا ، وأخبر بذلك إلى ملك مصر رسولاً وكنت في الحبس فاستعظم ذلك ، وانا لم أخرج من الحبس ، ولكن كان هذا جنياً يحبنا فيصنع بالتتار مثلما كنت أصنع بهم كلما جاءوا إلى دمشق ، حيث كنت أدعوهم إلى الإسلام ، فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر ، ففعل معهم مثلما كنت أعمل ، وأراد إكرامي ليظن ذلك أنني أنا الذي فعلت ذلك .
قالت لي طائفة : فلم لا يجوز أن يكون ملكاً ؟ قلت : لا .. إن الملك لا يكذب وهذا قد قال : أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك ) اهــــ
لازال أهل العلم سلفاً وخلفاً يتكلمون عن الجن ومع الجن وتنقل لنا أخبارهم وآثارهم .. ومن قال أن الجنى عالم غيبى بإطلاق فهو أجهل من حمار أهله .. ومن قال نكتفى بالكتاب والسنة من أخبارهم وآثارهم فهو لايدرى ماالذى يخرج من رأسه ؟ ولم يكن هذا عمل السلف ولادأب العلماء .. ثم فرق بين أن نأخذ حكماً وبين نقل خبر أو دراسة ظاهرة قد تنفعنا فى إنقاذ نساء المسلمين اللاتى يضاجعهن الجن كل ليلة أمام مرئى ومسمع هؤلاء المنكرون أصحاب الورع البارد والأنوف التى تُحشر فيما لايحسنونه .
المفتى صالح بن فوزان الفوزان ..
السائل: يسأل عن كتاب ” آكام المرجان في غرائب وأحكام الجانّ ” ؟
الإجابة : ” آكام المَرجان في غرائب وأحكام الجانّ ” هذا كتابٌ معروف، يبحث في موضوع الجنِّ؛ من حيث أحكامُهم، وأشكالهم، وتصرُّفاتهم، ويعطي فكرة موسَّعة عنهم، وفيه فائدة للقارئ، وفيه أحكام شرعيَّة؛ فهو كتاب جيِّد في الجملة .

الشيخ صالح الفوزان

قلت : هذا الكتاب الذى أفتى العلماء بقرائته واقتنائه فيه أخبار غريبة عجيبة وفيه آثار ضعيفة .. ولكن قبلت كآثار ..
كثير من يدّعى حرب الجنّ ولكن قليلون جداً من يُحسن الكلام عنهم .. وكونك جاهل بهذه الأمور أو ليس لك آلة تجمع بها شتات هذه الظواهر فاكتفٍ بالقراءة .. وإن أحببت الإنكار فراجع ضوابط الإنكار ثم تعال سلّمك الله .. والذى نفسى بيده ماأخرنا وسلّط علينا إبليس وحزبه إلا أمثالك من الخنفشاريين لاكثر الله سوادكم .
وعذراً للأسلوب .. ولكن لابأس أن ننزل كل واحد منزلته التى تناسبه ..
أبو همّام الرّاقى