الكلام عن الجن ومع الجن عند السلف لم يكن محفوفاً بالمخاطر .. ولم يكن هناك نهى عنه لافى نص قرآن ولافى اثر من السنة ..
كل التحذيرات كانت فى الشياطين ووسوستهم .. وقد جاء الأثر بكثير من المواقف التى حدثت مع السلف وكان الجن طرف فيها .. فقد قال لصحابته ” طعام إخوانكم من الجن ” ولم يلحق بها ولكن احذروهم واسكت وغيب .. حتى ” صدقك وهو كذوب ” لم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم اباهريرة بأنه شيطان إلا بعد ثلاث ليالٍ .. وقد ذكر ابن تيمية موقفاً لجنى أحبه وتشكل فى صورته وذكر الأعمش بسند صحيح جنياً جاء لخطبة إنسية منهم ..
والسبب .. أن أمر الجن عندهم كان عادى واعتيادى والأهم العقيدة الراسخة ونزع شرك الخوف من غير الله من قلوبهم بتربية صحيحة .
أما الأن فمن لايخاف الجن ولايحب الكلام عنهم ؟ .. حتى الرقاة يخافونهم ويخافون سطوتهم وتسلطهم إلا من رحم الله منهم .. بل لمعوهم بالجن الطيار و100 جنى فى الجسد .. ثم أين العقيدة ؟ واين التربية الصحيحة الآن ؟
لاشك أن الكتاب والسنة مقدم على باب الإخبار عن الجن ولكن هذا لايمنع غلق الباب بالكلية .. فلك أن تصدق ولك أن تكذب .. العمدة هل المخبر ثقة وغير متهم بكذب أوتدليس ؟!
من ادعى أن الكلام عن الجن ومع الجن ـ وهذا غير الاستعانة بهم ـ لم يكن على عهد السلف وأنه أمر غيبى بحث فهذا أبحر فى بحور العلم بسفينة من ورق .
أبو همام الراقى